"خطوة على الطريق"
منذ فترة ليست بالبعيدة -وبالتحديد فترة اختباراتي لنصف العام- كنت قد بدأت في كتابة مجموعة من القصص القصيرة.. تعددت موضوعاتها وتباين إيقاعها ما بين الحزين والمفرح، وكان كل ما كتبته وفقاً لمشاعري، ولما أمر به في تلك الفترة، ولن أقول إنها كانت بالفترة الهينة.. لعدة أسباب، أولها أنها أيام اختبارات، ثانيها خساراتي لأشياء كثيرة كنت اظن أنها لن تخسرني ولن تتخلي عني حتى وإن حاولت انا ذلك.. وكانت عكس ما توقعت.. وكانت ثقتي هذه ليس غروراً.. ولكنها كانت ثقة زائدة عن الحد، وليست في محلها!
فكانت لدي طاقة من الحزن العميق، فقررت أن أحاول أن استخرج هذا الحزن من داخلي علي هيئة كتابات، ربما خفف عني مشاركة الورق لي في الإفصاح عما يعتمر بصدري ،حتي أستطيع أن أخفف ولو قليلاً من هذا الشعور، عادتاً لا أفعل ذلك فأنا اعتدت علي معايشة الحزن، كما اعتاد هو معايشتي، ولكن كنت في تلك الفترة بحاجة للتخلص ولو قليلاً من هذا الشعور ,حتي أستطيع أن أمر من هذه الأيام بسلام -أيام الاختبارات- وإلا حدث ما لا يحمد عقباه.. فقررت كتابة مجموعة من القصص كل منها يحكي هماً بداخلي ..وكانت من ضمن هذه القصص قصة بعنوان "طعم الغربة ورائحة الحنين" ولا أعلم كيف حولتها في نهاية الأمر إلى غربة عن الوطن ،على عكس ما كنت اقصده في بداية كتابتها، الا وهو الغربة النفسية، والاغتراب النفسي ..
ربما عدلتها حينما قررت أن أشارك بها في أحد المسابقات التي كنت أتابعها باستمرار في مجلة "العربي" والتي كانت تروق لي كثيراً فكرتها، وقررت أن أرسلها لتلك المسابقة، ونسيت أمرها، إلى أن فوجئت في تلك الأيام وأنا أرسل بريد إلكتروني ما، برسالة من المجلة لإعلامي بفوزي في مسابقة قصص على الهواء.. وكانت هذه بمثابة مفاجأة لي، خاصتاً بعدما علمت أن الذي أختار القصة، والمعلق عليها هو دكتور في البلاغة بجامعة الكويت "د/ مشاري الموسى" ولا أنكر أن هذا أسعدني كثيراً وجعلني أعتبر ذلك خطوة مشجعة على طريق الألف ميل!

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق