"من أجمل ما رأيت اليوم"
في الطريق إلى الجامعة اليوم، استوقفني
مشهد أظنه في غاية الجمال.
فالمشهد عبارة عن رجل عجوز.. يقطن الشارع..
نعم يسكن في الشارع، حيث افترش الأرض التي سعته، بعدما لم يسعه أي منزل! ,ففي ظل
هذا البرد وهذه الأيام القاسية يضع هذا الرجل فرشة متواضعة جداً على الأرض في محيط
مستطيل صغير علي إحدى الأرصفة، حيث مسكنه في هذا المكان، وفي كثير من الأحيان كنت
أمر علي هذا الرجل وأراه جالساً متأملاً لأحوال الدنيا والناس ولم أجده مرة قد هم
بمد يده لسؤال الناس شيء! رغم أن مكانه وشكله وفرشته، يوحي بأنه في أمس الحاجة لأي
شيء من المارة.. الإ إذا اعطاه أحد المارة طوعاً وليس بناء على طلب منه.. وكنت أمر
عليه وأدعو له ولمن هم مثله بأن يعطهم الله، ويرحمهم برحمته الواسعة، فهو الرحمن الرحيم.
ولكن تلك المرة.. لفت نظري هذا الرجل، وقد
جلس في فرشته، ممسكاً بيده جريدة ويقرأ فيها!!
هو الذي لم يجد قوت يومه، وهو الذي من
المفترض ان يكون هو من أوائل الناس الذين يلعنوا هذا البلد، الذي لم يجد فيه بيتاً
واحداً يأويه من تلك البرودة القارسة، وترحم إنسانيته.. تجده يتصفح الجريدة بتمعن وتركيز..
وكأنه رغم كل شيء عليه أن يطمئن على أحوال هذه البلد، التي يفترش إحدى أرصفتها كمأوي،
حتى وإن ضنت عليه بمسكن، وحياة كريمة.
فكم من الرواح الجميلة التي رغم العوز، ورغم
قسوة الحياة عليها، الا أنها لم تتخلي عن صفاء إنسانيتها.
أليس مشهد يستحق التقدير والاحترام؟
واعتذر عن الصورة، فلم أستطيع أن اقترب
أكثر من ذلك، حتى لا ينتبه لي، ويظن بي الظنون، أو يظن إني أسخر منه (لا سمح الله)
فقد أخذتها خلسة، ولا اعلم إن كان لي الحق في ذلك أم لا.. ولكن عزائي أن الصورة مأخوذة
من زاوية غير واضح فيها هذا الرجل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق