الجمعة، 13 سبتمبر 2013

"ألف شمس ساطعة"

"ألف شمس ساطعة"

ألف شمس ساطعة، أو ألف شمس مشرقة..
                                                   هي عنوان لرواية 

افغانية الجنسية.. لقد انتهيت منها أخيرًا على عكس عادتي فأنا لا انهي رواية قط، لست من هواه الروايات، ولكن تلك الرواية جعلتني أكملها حتى صفحتها ال 417 بالتمام والكمال..

شيء ما جعلني أكملها وهنا لن تلفت نظري الاحداث الدامية والمروعة رغم قساوتها ولكن ما لفت انتباهي أكثر هو العلاقات بين اشخاص الرواية ربما هي ما جعلتني اتسمر امام شاشة الاب توب، وعلى مدار يومين.. ولن اطيل الحديث كثيرا في تفاصيل مملة.
"أبطال الرواية"
أولا مريم. وهي البطلة الرئيسية في الرواية، وهي أكثر من تأثرت له حقا وبكيت لحياتها كثيرا، وتأملت فيما عانته من ويلات الحياة دون اي ذنب.. حيث ابوها الثري الذي لا يريد ان يعترف بها لأنها كما يقولون في الرواية "ابنة حرام"، وظل ذلك وصمه عار في حياتها وحتى مماتها، واتســــــــأل.. لم تحاسب وتعاقب طوال حياتها على ذنب لم تقترفه هي، وانما اقترفه رجل لم تنضج انسانيته بعد، وامرأة لا اعرف ظروفها والذي دفعها لهذا الجرم في حق نفسها وحق تلك الفتاة البريئة!
 ولتظل بعد ذلك تعاني باقي حياتها من ذلك العار الذي لحق بها منذ ولدت وحتى ماتت!
بنظركم من الآن الذي يستحق هذا اللقب بجدارة؟ ولكن من أنا ومن أنتم لنحكم على بشر خلقهم الله سبحانه وتعالى وهو اعلم بهم منا.. ثم بعد ذلك الانتقال للعيش مع زوج غليظ فظ.. وبالنهاية إعدامها بطريقة مهينه.. كم كانت الحياة قاسية معها. لذا ارجو من الله ان كانت تلك الرواية حقيقية.. فليعوضها الله عما عانت وتحملت!
وراعني ايضا بنهاية الرواية الرسائل التي لم تصل من "جليل" وهو والد مريم، الإ بعد موتها، وكم من الحزن والاسي وكم من التوسل منه لتغفر له.. وبرغم ما جعلني اتعاطف معه.. ربما ليس معه هو انما مع الموقف نفسه، واتوقف لحظات وانا ابكي، واعيد قراءة رسالته لها واتسأل بداخلي ما نفع كل هذا الآن بعدما ذاقت نفسها كل هذا الآمل.. وبعد مرور كل ذلك الزمن الذي ربما، بل حتما طمس في قلبها معالم الحياة. فما نفع الميت ان تضيء له النور.. بعدما تركته يموت من الظلام؟!
 وهناك صورة متخيلة لمريم.. بموقع (الجود ريدز).

ثانيًا: رشيد. هذا الكائن الأقرب منه للحيوانات البهيمية منه الي البشر. رغم تعاطفي معه في احيان قليلة حينما كانت تنتابه نوبات من الانسانية.

ثالثًا: ليلى. فقد ابهرتني علاقتها بمريم، وتوادهما وتراحمهما على بعضهم البعض، رغم انهما كانت زوجتان لرجل واحد، ولكنك حينما تقرأ في تلك الرواية سرعان ما تكتشف أن ما كان بينهم ليس علاقة زوجتان لرجل واحد، إنما علاقة أم بابنتها، ثم بأحفادها حينما تلد ليلي "عزيزة" وهي مرآه لليلى حينما كانت صغيرة، و"زلماي" وهو مزيج من قسوة وغطرسة رشيد.. وحنان ورقة ليلى. ولكن لما لا تكون علاقتهم هكذا.. فقسوة ما كانوا يعيشوا فيه تجعلهم ملاذا لبعضهم البعض.

رابعا.. طارق.. راقني ما كان يتحلى به من قدر عالي من "الرجولة" التي تندر أن تجدها وسط مثل تلك المجتمعات التي يعيش رجاله كالحيوانات، وتعيش نساءه كالعبيد، وبرغم من أنه كان ذو ساق واحدة الا أن هذا النقص، أو العيب لم ينقص ابداً من رجولته؛ التي تراها في معاملته لليلى، والتزامه بوعوده، حتى بعد مضي الزمان، وتغير الملامح.. بالرغم من تحفظي الشديد ايضا على مواقف اخذت عليه..
واخيراً ما أذهلني.. ان كاتب تلك الرواية رجل!

 فمن أين له بتلك المشاعر الدقيقة التي لا تعرفها الا النساء، وتلك الاسرار والخبايا التي لا تشعر بها الا قلوب النساء أيضًا.. ولكنه قد عبر عنها وبدرجه تجعلك تقف مأخوذا بما تقرأ.


وختاما اتمني لمن قرأ تلك الرواية.. أو من سيقرأها ان يشاركني آرائه فيها.. لأني حقاً تأثرت بها حد الألم!



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

تدوينات مميزة