السبت، 8 فبراير 2014

ما هي قيمة العمل.. إذا كان بدون مقابل؟!


ما هي قيمة العمل.. إذا كان بدون مقابل؟!


هذه التدوينة محاولة للإجابة عن تساؤل   tarek muslim.


في الحقيقة أنا سعيد أنك سألت السؤال ده :D احم احم .. نتكلم جد.

منذ أيام قليلة كنت أشاهد فيلم "سبار تاكوس" وكانت بداية الفيلم في المشهد الأول.. أناس(العبيد) يعملوا في الصحراء، حيث كانوا يحملون الحطب علي ظهروهم، ويصعدوا به لأعلي الجبل حيث يجمعونه في مكان ما بالأعلى.. ويراقبهم رجل هيئته مخيفة.. وغليظ الطباع.. ويحمل في يداه سوطاً.. ومن حين لأخر تسمع صوت جلداً على ظهر أحدهم. لأنه توقف عن العمل ليلتقط أنفاسه.. وهذا الغليظ ينعته بالعبد.

فدار بخلدي هذا السؤال.. طالما أنهم يعملون بالسخرة ولا يوجد مردود مادي لأعمالهم الشاقة هذه.. ويعاملوا كما الحيوانات.. فلما لم يموتوا بعد من الهم. طالما خوفهم مانعهم من أن يدافعوا عن إنسانيتهم؟!
وأكملت مشاهدة الفيلم.. وبالفعل سري الفيلم.. المسار الطبيعي.. حيث ثارت ثورة العبيد علي أسيادهم.. وقتلوهم.. بقيادة "سبارتاكوس" محرر العبيد المشهور في العصر الروماني.. والذي له تمثالين في مكانين مختلفين من العالم تخليداً لدوره العظيم في إيقاظ العبيد من غفلتهم.

فهذا عن العمل بالسخرة.. فحتماً سيثور العامل على من يعمل لديه في يوم من الأيام كما فعل "سبارتاكوس".. ليخلص نفسه من هذا الظلم.. وأعتقد أن هذا العصر انتهينا منه.

أما عن قيمة العمل في حد ذاته بدون مقابل مادي.. فأستطيع أن أخبرك بأن من يشاركوا في الأعمال التطوعية (بدون مقابل مادي) كل عام في تزايد مستمر.. والفئة العمرية الشائعة في مثل هذه الأعمال هم الشباب (الأكثر حاجة للمال، لبداية حياتهم كما هو معروف).. وإذا سألت أحدهم ما الدافع وراء ذلك، مادام أنه لا يوجد عائد مادي.. فستكون الإجابة ليس المادة هي كل شيء.. فالعائد المعنوي يفوق المادي بكثير.

وسأحدثك عن إحدى تجاربي المتواضعة.. في فترة من فترات حياتي.. شعرت أن حياتي ليس لها أي قيمة.. كل ما أفعله هو فقط هو فعل الأكل، والشراب، والنوم والذهاب للكلية.. فلا أهداف أسعى لتحقيقها، ولا عمل أقوم به سوي ما أكلف به من مذاكرة، فأصابني شعور" بأني ليس لي وجود بالحياة ". فعمدت إلى إحدى المؤسسات الخيرية.. واشتركت معهم فيما يقوموا به من أعمال كلما كان لدي وقت. بدون مقابل من أي نوع بل أحياناً نضطر لدفع ثمن بعض الأشياء، التي كانت تنقصنا أحياناً لإتمام ما نقوم به.

ولكم تغيرت حياتي من جراء ذلك.. فبدأت أشعر بوجودي الفعلي.. حينما أعلم بأن لدي عمل ما ينتظرني.. وعلي الاستيقاظ مبكراً. لأن هناك أناس ينتظرون هذا العمل مني. وإني إن تكاسلت عنه فسيأثر ذلك على مصير أناس آخرين.. فكنت أشعر بالاتزان النفسي.

"فالعمل ليس فقط للكسب المادي، وهنا أنا لا أقول أن الكسب المادي شيء قليل الأهمية، بالطبع لا. فلولاه ما كنا سنجد ما نقتات به، ولهلكنا جميعاً. ولكن أتحدث في "المطلق" عن قيمة العمل بصفة عامة.. كما فهمت من تساؤلك.
"فالعمل حياة لكل إنسان". فأنت كيف ستشعر أنك إنسان إذا لم تجد لك عملاً في الحياة










ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

تدوينات مميزة