"في معنى أن أكبر"
“ما من حياة هيّنة، و ما من حياة
بسيطة أو تافهة، كل حياة معقدة بطريقتها الخاصة.”
بهذه
الجملة من كتاب "في معني أن أكبر "لليلي الجهيني".. ابدأ تدوينتي اليوم..
نعم
فكل منا يعيش حياة معقدة بطريقة ما، حتى ولو رأي من حولك انها تافهة، فكل منا لدية
من الهموم والأعباء ما يسير به في الحياة، ولكن ايضاً لكل منا طريقته الخاصة في
التعامل مع هذه الأعباء والهموم، فمنا من يتعايش معها، وكأنها جزء منه، فلا يشعر
بها أو يخف عبأها عليه.
ولكن
بعد قراءة هذا الكتاب، وهو عبارة عن تلخيص (فلاش باك) للعمر مضى، ولكن ليس
بالطريقة السردية التي تخوض فيها الكاتبة بحكي قصص ومواقف، وانما تلخيص بالعبر
والحكم التي استخلصتها الكاتبة من مرور عمرها، وما تريده من الحياة، وما تريد
الحياة منها.
توقفت
أنا ايضاً وبدأت في إعادة حساباتي، وإعادة ترتيب أوراقي المبعثرة مني هنا وهناك، في
محاولة جادة لوضع هدف لسنين عمري التي تنفرط كالمسبحة سريعاً، دون انتباه مني لها،
ودون ادني شعور بالندم عليها.
فتلك
الكاتبة جعلتني انتبه، وتخيلت نفسي في الاربعين من عمري، ماذا يا ترى كنت سأكتب، أكنت
سأجد حقاً ما يستحق الكتابة، إذا كنت أسير على نفس النهج الذي اسير عليه الآن؟
فبت
يوما كاملا في حالة عزلة عن العالم من حولي، وقد اظلمت الغرفة تماما حتى اري نفسي
بوضوح، ولا اهرب من المواجهة بيني وبينها، اعيد ترتيب اشلاء نفسي التي انتهك كثيرا
منها في الألم، احاول ان اضع هدفاً لحياتي، وخططا قريبة المدي، وخطط بعيدة المدي حتى
اتمكن من انقاذ ما تبقي لي من سنين في العمر،
ووجدتني
اردد لا اريد ان اترك الدنيا كما جئتها، أريد ان اضع بصمتي، لا اريد ان اعيش لنفسي
فقط، لا اريد ان اجعل حياتي تقف عندي فقط.
واعلم
ان كل انسان او معظم الناس مثلي، ولكن كما يقول الشاعر "وما نيل المطالب
بالتمني" لذلك ان كنت من هؤلاء الناس مثلي، فعليك ان تتوقف الآن، وتعيد ترتيب
حساباتك، وتعير وقتك المزيد من الأهمية، لأنه حقاً هو رأس مالك الحقيقي في الدنيا،
وعليك ان تسرع بوضع هدف (واضــــــــــح) أمام عينيك ولا تترك نفسك للمطلق، وتضع
له الخطط قريبة المدي، وبعيدة المدى، وتعمل علي تقيم نفسك من الحين والأخر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق